البعض سمع عبارة السلاحف المضيئة! وسوف نتعرف في هذا المقال على سبب تسمية السلاحف المضيئة وسنستعرض أنواعها ومواصفاتها وتغذيتها والأخطار التي تواجهها والخطورة منها علي البشر.
السلاحف المضيئة هو اسم يُطلق على بعض أنواع السلاحف التي تظهر خاصية التلألؤ أو التوهج. التوهج عمومًا قد يعود إلى تفاعلات كيميائية في أجسام الكائنات وهو ما يسمي التلألؤ البيولوجي أو بسبب امتصاص أجزاء مثل اصداف السلاحف للضوء واعادة إصداره (عكس للضوء الممتص) بألوان مختلفة كالأخضر والأحمر وهو ما يسمي الفلورية الحيوية وتحدث بسبب صبغات أو بروتينات تعيد اصدار الضوء.
التلألؤ البيولوجي، هي ظاهرة طبيعية تنتج عن تفاعل كيميائي بين إنزيم يُسمى لوسيفيراز Luciferase ومادة أو جزئ يُسمى لوسيفيرين luciferin، وينتج عن هذا التفاعل ضوء خافت.
إنزيم لوسيفيراز Luciferase هو إنزيم يحفز تفاعل كيميائي حيوي ينتج الضوء في وجود اكسجين ومادة طبيعية تسمي لوسيفيرين luciferin. ويوجد هذا الانزيم بشكل طبيعي في بعض الحشرات وفي بعض الكائنات الحية الدقيقة البحرية كالقناديل والأسماك المضيئة.
الفلورية الحيوية أو التألق الحيوي هي ظاهرة يتم فيها امتصاص الضوء (غالبًا من الطيف الأزرق في المحيط) ثم إعادة إصداره بألوان أخرى مثل الأحمر أو الأخضر في الظلام أو الإضاءة المنخفضة. ويحدث ذلك بسبب وجود بروتينات أو مركبات تعيد إشعاع الضوء بطريقة مختلفة، مما يجعل السلحفاة تبدو مضيئة تحت الأشعة فوق البنفسجية أو الضوء الأزرق.
بعض أنواع سلاحف البحر مثل:
الاسم العلمي:
Eretmochelys imbricate
تُظهر السلحفاة البحرية منقار الصقر أو السلحفاة صقرية المنقار أو سلحفاة هوكسبيل توهجًا يعود إلى خصائص أو مركبات بجلدها وصفائحها. تتميز صدفة سلحفاة هوكسبيل الفريدة أنها تغير لونها حسب درجة حرارة الماء.
الوصف: سميت السلحفاة بهذا الاسم لأن لديها منقار حاد معقوف يشبه منقار الصقر، وتميز به عن سلاحف البحر الأخرى. متوسط طول السلاحف الناضجة من 70 إلى 100 سم ووزنها حوالي 80 كجم. وتوجد عينة وصلت لوزن 127 كجم.
التغذية: تعتمد السلاحف البحرية منقار الصقر علي الاسفنج البحري كغذاء ويمكن أن تتناول الروبيان والحبار والطحالب.
الاسم العلمي: Chelonia mydas
السلحفاة الخضراء أو سلحفاة البحر الخضراء، قد تُظهر توهجًا محدودًا في بيئات معينة.
الوصف: تم تسمية السلحفاة نسبةً للبقع الخضراء التي تُزين صدفتها. السلحفاة متوسطة الحجم ويصل طولها من 90 - 150 سم ووزن قد يصل إلي 190 كجم.
التغذية: تتغذى سلاحف البحر الخضراء الكبيرة بشكل رئيسي على النباتات البحرية والعشب البحري.
الاسم العلمي: Dermochelys coriacea
الوصف: سميت بالسلحفاة جلدية الظهر لأن صدفتها مغطاة بطبقة مرنة تشبه الجلد. وهي أكبر السلاحف البحرية حيث يتجاوز طولها 1.8 متر ووزنها يتجاوز 500 كجم.
التغذية: تتغذى سلحفاة البحر جلدية الظهر على قناديل البحر وغيرها من اللافقاريات.
الاسم العلمي: Lepidochelys kempii
السلحفاة كمب أو سلحفاة كيمب ريدلي تعتبر من سلاحف البحر النادرة.
الوصف: واحدة من أصغر السلاحف البحرية، حيث يتراوح طولها من 60-100 سم ووزنها حوالي 45 كجم.
التغذية: تتغذى سلاحف كيمب على سرطانات البحر والأسماك الصغيرة وتأكل أيضًا قناديل البحر والرخويات.
اللون: يظهر التوهج بألوان مختلفة مثل الأخضر أو الأزرق، حسب نوع السلحفاة والبيئة.
الحجم: تتراوح الأحجام من صغير إلى متوسط وكبير، حسب النوع.
البيئة: غالبًا تعيش في المحيطات أو المناطق الساحلية.
ويمكن التعرف على مواصفات السلاحف المذكورة بالتفصيل من الرابط التالي،
النظام الغذائي: تعتمد السلاحف المضيئة على النباتات البحرية مثل الأعشاب البحرية، بالإضافة إلى القشريات الصغيرة وقناديل البحر.
السلوك الغذائي: تبحث عن الطعام في المياه الضحلة أو على الشعاب المرجانية.
وبالرابط التالي معلومات تفصيلية عن السلاحف البحرية
الصيد الجائر: يتم اصطياد السلاحف المضيئة للحصول على أصدافها للاستعمال في الإكسسوارات أو جلدوها للاستعمال في صناعات الأحذية أو لحومها لبعض البشر الذين يأكلون السلاحف.
التلوث: تلوث المياه بالبلاستيك والنفايات في البحار يؤثر سلبًا على صحة وحياة السلاحف.
التغير المناخي: يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيير بيئة السلاحف الطبيعية.
فقدان البيئات الطبيعية: يؤثر تدمير الشعاب المرجانية والمناطق الساحلية والشواطئ على توافر غذاء ومناطق تعشيش السلاحف.
الاصطدام مع القوارب: قد تشكل السفن والقوارب خطرًا على هذه السلاحف خاصةً الأصناف الكبيرة منها.
تلعب السلاحف دورًا هامًا في النظام البيئي البحري، حيث تساعد في الحفاظ على توازن الشعاب المرجانية ونمو الأعشاب البحرية. لذلك، فإن الحفاظ عليها ضروري لضمان استدامة هذه الأنظمة.
السلاحف المضيئة مثل معظم السلاحف البحرية، لا تشكل خطر مباشر على البشر. ولكن على الرغم من جمال وروعة هذه السلاحف، إلا أنه يمكن أن تنشأ بعض المخاطر غير المباشرة أو الحالات النادرة التي قد تسبب مشاكل ومنها:
- السلاحف البحرية قد تكون حاملة لبكتيريا السالمونيلا، والتي يمكن أن تنتقل إلى البشر إذا تم التعامل معها دون احتياطات.
- هذا الخطر محدود إذا تم التعامل مع السلاحف بطريقة آمنة، مثل استخدام القفازات وغسل اليدين بعد التفاعل معها.
هل السلاحف تعدي الإنسان بمرض السالمونيلا
- في بعض الحالات النادرة، إذا شعرت السلحفاة بالتهديد أو تمت مضايقتها قد تعض كوسيلة دفاعية.
- لدغات السلاحف البحرية ليست سامة، لكنها قد تكون مؤلمة بسبب قوة فكها.
بعض البشر قد يخطئون في التعامل مع السلاحف المضيئة أو يُسيئون فهمها بسبب ظاهرة التوهج، مما يؤدي إلى تفاعلات غير ضرورية قد تعرض الإنسان أو السلحفاة للخطر.
في بعض الثقافات يتم استهلاك لحوم السلاحف البحرية أو بيضها أو دمائها، مما قد يؤدي إلى تسمم غذائي بسبب السموم التي تتراكم في أجسامها نتيجة تغذيتها على كائنات بحرية سامة مثل قناديل البحر والكائنات الأخرى السامة.
السلاحف السامة وتأثيرها على البشر
السباحة بالقرب من السلاحف الكبيرة قد تشكل خطورة علي البشر، حيث يمكن أن تصدم أو تدفع الشخص أثناء تحركاتها النشطة.
تسمى السلاحف المضيئة بهذا الاسم نسبةً للتوهجات اللامعة التي تظهرها، حيث تعكس الأصداف الضوء بطريقة جميلة في الماء. ويعزي التوهج بالكائنات المختلفة لتفاعل كيمائي في أجسامها (ظاهرة علمية تسمي التلألؤ البيولوجي) او بسبب امتصاص وانعكاس للضوء عن طريق صبغات وبروتينات معينة.
السلحفاة البحرية منقار الصقر هي الأكثر شهرة بين أنواع السلاحف بتألقها وتوهجها. وهذا التوهج سببه الفلورية الحيوية أو التألق الحيوي biofluorescence وليس توهج أو تلألؤ بيولوجي bioluminescence. أي إن السلحفاة منقار الصقر تعكس الضوء الممتص ولا تقوم بإنتاج الضوء ذاتيًا
السلاحف المضيئة روائع طبيعية مبهرة تلعب دورًا هامًا في البيئة البحرية، وهي ليست عدوانية تجاه البشر بطبيعتها. ومع ذلك يجب التعامل معها بحذر للحفاظ عليها والحماية منها. الخطر يكمن في سوء التعامل معها أو في تناولها كغذاء. من المهم احترام هذه الكائنات البحرية وحمايتها لضمان استدامة دورها في البيئة البحرية.
مقالات ذات صلة
التشابه بين السلاحف البرية والبحرية والبرمائية
الفروق بين السلحفاة المائية والسلحفاة البرية
السلاحف السامة وتأثيرها على البشر
هل السلاحف ممكن أن تصيب الإنسان بمرض السالمونيلا
المصادر
دراسات في مجلات علمية حول التلألؤ البيولوجي في الكائنات البحرية
Journal of Experimental Marine Biology and Ecology
Marine Biology
PLOS ONE
مواقع ومنظمات بيئية
(IUCN)
National Oceanic and Atmospheric Administration (NOAA)
كتب ومراجع علمية
Sea Turtles: A Complete Guide to Their Biology, Behavior, and Conservation
Bioluminescence: Nature and Science at Work
مقالات عن التلألؤ البيولوجي بالكائنات البحرية مثل السلاحف
Frontiers in Marine Science
Nature Communications