السلاحف البرية
السلاحف البرمائية
أمراض السلاحف و علاجها
تزاوج وتفريخ السلاحف ورعاية البيض
السلاحف البحرية
مقالات متنوعة

السلاحف الخضراء: روائع المحيطات المهددة بالانقراض


تم النشر بتاريخ 25-03-31
السلاحف الخضراء: روائع المحيطات المهددة بالانقراض

في مياه المحيطات الدافئة تسبح مخلوقات بحرية هادئة ورائعة الجمال، إنها السلاحف الخضراء. تعد السلحفاة الخضراء Green Turtle  من أكثر أنواع السلاحف البحرية شهرةً. تلعب السلاحف الخضراء دورًا هامًا في التوازن البيئي للمحيطات وتتميز بجسمها الانسيابي وقوتها في السباحة لمسافات طويلة. اصبحت تواجه تحديات كبيرة تهدد بقاءها وتعتبر كائنات مهددة. بهذا المقال سنسلط الضوء على السلاحف الخضراء مستعرضين صفاتها وانتشارها ودورة حياتها والتهديدات التي تواجهها، والجهود المبذولة لحماية السلاحف المهددة بالانقراض في الخليج وباقي الدول العربية التي لها سواحل بحرية.

مواصفات السلحفاة الخضراء

السلاحف الخضراء من أكبر السلاحف البحرية ويتراوح طولها بين80 و150 سم، وقد يصل وزنها لأكثر من 200 كجم أحيانًا. تتميز السلحفاة الخضراء بدرعها الأملس والبيضاوي الشكل، يتراوح لونه من بني أو زيتوني مائل إلى الأخضر. السلاحف الخضراء رأسها صغير نسبيًا مقارنة بجسمها ولديها فكوك قوية تساعدها على تمزيق ومضغ النباتات البحرية والطحالب. أطرافها الأمامية والخلفية تحورت إلى زعانف قوية تمكنها من السباحة بكفاءة عالية بالمحيطات.

سبب التسمية والأسماء العلمية والشائعة للسلاحف الخضراء

يعود سبب تسمية السلحفاة الخضراء إلى لون دهونها وأنسجتها الموجودة تحت درعها، وليس لون درعها نفسه.

الاسم العلمي: Chelonia mydas

الأسماء الشائعة: السلحفاة الخضراء Green turtle، السلحفاة البحرية الخضراءGreen sea turtle ، وسلحفاة الحساء Soup Turtle (اسم تاريخي يعود لاستخدامها  كحساء لدي بعض البشر).

متوسط عمر السلاحف الخضراء

تعيش السلاحف الخضراء بين 60 و80 عامًا في المتوسط، وقد تصل بعض الأفراد لأكثر من 100 عام في البيئات المحمية.

انتشار السلاحف الخضراء في الدول العربية

العديد من الدول العربية وخاصة ذات السواحل الدافئة شوهد بها سلاحف خضراء. وتشمل محميات السلاحف في الدول العربية:

السعودية

مناطق بالسعودية تتواجد بها السلاحف

- جزر الأخوات الأربع: مرمر، دهرب، ملاتو، جدير Marmar, Dahreb, Malathu, Jadir

- شاطئ رأس البريدي Ras Baridi

- منطقة رابغ Rabigh  

- جزيرتا أم مسك Um Mesk وأبو جيشةAbu Gisha

الكويت

مناطق بدولة الكويت تتواجد بها السلاحف

- جزيرة أم المرادم Umm Al-Maradim

- جزيرة قاروه Qaru Island  

سلطنة عُمان

مناطق تواجد السلاحف بسلطنة عُمان

- شاطئ رأس الجنز Ras al Jinz بمحمية السلاحف بمنطقة رأس الحد Ras al Had

- جزيرة مصيرة Masirah Island جزيرة الرمال الذهبية

جزيرة مصيرة ويطلق عليها جزيرة مازيرا Mazeira Island

الإمارات العربية المتحدة

بجزيرة بوطينة Bu Tinah Island

قطر

شاطئ فويرط Fuwairit Beach

البحرين: لم تُسجل أنشطة حديثة لتعشيش سلاحف خضراء بالبحرين. أما عن حماية السلاحف البحرية بالبحرين فإن الجهود قائمة على إنقاذ أي سلاحف عالقة وعلاجها وإعادتها للبحر

مصر: في محميات طبيعية مثل محمية رأس محمد Ras Mohammed في جنوب سيناء وجزر البحر الأحمر.

اليمن: محمية شرمة Sharma - جثمون في حضرموت من أبرز مواقع تعشيش السلاحف الخضراء باليمن

السودان: سواحل البحر الأحمر

المغرب: سواحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.

الجزائر: سواحل البحر الأبيض المتوسط.

تونس: شواطئ شمال شرق تونس تُعتبر مواقع محتملة لتعشيش السلاحف الخضراء في البحر الأبيض المتوسط

ليبيا: شواطئ شرق ليبيا على سواحل البحر الأبيض المتوسط تُعتبر مواقع تعشيش مهمة للسلاحف الخضراء

لبنان: شواطئ جنوب لبنان تم تسجل حالات تعشيش للسلاحف الخضراء بها، وإن كانت بأعداد ليست كبيرة  

النظام الغذائي للسلحفاة الخضراء

تعتبر السلحفاة الخضراء عاشبة (نباتية) خاصة عند بلوغها ويتكون نظامها الغذائي من الأعشاب البحرية والطحالب، مما يساعد في الحفاظ على صحة الشعاب المرجانية والبيئة البحرية من خلال التحكم في نموها. ولكن بمرحلة الصغر، تتغذى أيضًا على اللافقاريات الصغيرة مثل قناديل البحر والإسفنجيات.

تكاثر السلاحف الخضراء

تتكاثر السلاحف الخضراء عندما تبلغ عند حوالي 20 إلى 50 عامًا. تهاجر الإناث مسافات طويلة للعودة إلى الشواطئ التي فقست فيها لوضع البيض. تضع الأنثى عدة مجموعات من البيض خلال موسم التكاثر، حيث تحفر حفرة بالرمال قد تصل لعمق 50 سم وتضع حوالي 100 إلى 200 بيضة في كل مرة وتغطيها بالرمال وتغادر. تفقس الصغار بعد 45 إلى 70يومًا، وتتجه للبحر، لكن نسبة النجاة منخفضة بسبب المفترسات الطبيعية.

التمييز بين الذكور والإناث في السلاحف الخضراء

الذيل: لدى الذكور ذيول أطول وأكثر سمكًا تمتد إلى ما بعد نهاية الدرع، بينما ذيول الإناث أقصر ولا تتجاوز الدرع.

المخالب: مخالب الذكور أطول وأكثر انحناءً في الزعانف الأمامية مما يساعدهم على التمسك بالإناث أثناء التزاوج. بينما مخالب الإناث أقصر

الدرع: قد يكون درع الذكور أكثر استطالة قليلاً عن الإناث

الفروق بين الذكر والأنثى في السلاحف البحرية

المخاطر المحتملة للسلاحف الخضراء على البشر

بشكل عام لا تشكل السلاحف الخضراء خطر مباشر على البشر، فهي حيوانات مسالمة وغير عدوانية. ولكن قد تشعر بالتهديد وتحاول الدفاع عن نفسها إذا تم استفزازها أو محاصرتها، وقد تستخدم فكها القوي للعض إذا شعرت بالخطر الشديد وهي حوادث نادرة. لكن قد تحمل بعض السلاحف أمراضًا بكتيرية مثل السالمونيلا، ويمكن أن تنتقل للبشر عند التعامل معها دون اتخاذ الاحتياطات الصحية.

السلاحف تعدي البشر بالسالمونيلا

هل تعتبر السلاحف الخضراء سامة للبشر الذين يتناولون لحومها ودمائها؟

يمكن أن تكون السلاحف الخضراء (Green Sea Turtles) سامة للبشر الذين يتناولون لحومها أو دمائها، وذلك بسبب التسمم الغذائي من السلاحف (Chelonitoxism)

ما هو التسمم بسبب السلاحف Chelonitoxism؟

هو حالة تسمم غذائي تحدث نتيجة استهلاك لحوم أو دهون أو دماء أو أعضاء داخلية لسلاحف بحرية ملوثة بسموم طبيعية. هذه السموم لا تتأثر بالطبخ أو التجميد، مما يجعل اللحم خطيرًا بغض النظر عن طريقة تحضيره.

أسباب السمية في السلاحف الخضراء

التغذية على الطحالب السامة: تتغذى السلاحف الخضراء على الطحالب البحرية والأعشاب التي قد تحتوي على سموم سيانو توكسين (Cyanotoxins) وغيرها من المركبات السامة.

تراكم السموم في الأنسجة: بمرور الوقت، تتراكم هذه السموم في أنسجة السلحفاة وخاصة في الدهون والكبد، مما يجعلها خطرة على من يأكلها. وتظهر الأعراض خلال ساعات أو أيام بعد تناول لحم أو دم السلحفاة

تأثير السلاحف السامة على البشر

حالات موثقة لتسمم  Chelonitoxism

تم الإبلاغ عن حالات تسمم بمناطق مختلفة، خاصة في جزر المحيط الهادئ وبعض مناطق جنوب شرق آسيا وفي مدغشقر وبعض المناطق الساحلية بأمريكا اللاتينية. في بعض الحالات أدى استهلاك لحم السلاحف إلى وفيات جماعية، خاصة بين الأطفال وكبار السن.

هل دم السلحفاة آمن للشرب؟

ببعض الثقافات، يُعتقد أن شرب دم السلحفاة مفيد للصحة. لكن الحقيقة أن دم السلحفاة قد يحتوي على مسببات أمراض أو سموم متراكمة، مما يجعله غير آمن للاستهلاك.

الخلاصة في موضوع تناول لحوم ودماء السلاحف

لا يُنصح باستهلاك لحوم أو دماء السلاحف الخضراء بسبب خطر التسمم الغذائي الذي قد يكون مميتًا في بعض الحالات. إذا كنت بمنطقة يُستهلك فيها لحم السلاحف، فبفضل تجنب ذلك تمامًا حفاظًا على صحتك.

التهديدات التي تواجه السلاحف الخضراء

الصيد غير القانوني: للحصول على لحومها وبيضها.

التلوث البحري: ابتلاع النفايات البلاستيكية التي تشبه قناديل البحر، تؤدي إلى انسداد الجهاز الهضمي وموت السلاحف. كما أن التلوث الكيميائي يؤثر على صحتها وتكاثرها.

فقدان بيئات التعشيش: بسبب التنمية الساحلية وتآكل الشواطئ نتيجة بناء الفنادق والمنتجعات.  

الاحتباس الحراري: يؤثر على درجة حرارة الرمال، مما يؤدي إلى عدم توازن نسبة الذكور والإناث. حيث تنتج درجات الحرارة المرتفعة المزيد من الإناث، كما يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع منسوب سطح البحر وتآكل الشواطئ التي تعشش عليها.

الوقوع بشباك الصيد: تتعرض السلاحف للوقوع في الشباك بالبحر، مما يؤدي لغرقها أو إصابتها بجروح خطيرة.

الأمراض: تتعرض السلاحف لبعض الأمراض وأحيانًا تهدد حياتها.

الجهود لحماية السلاحف الخضراء

- سن قوانين تحظر صيدها والاتجار بمنتجاتها.

- إقامة محميات طبيعية لحماية أماكن تعشيشها.

- حملات توعية للحد من التلوث البحري وحماية الشواطئ.

- استخدام شباك صيد معدلة لتقليل الاصطياد العرضي.

ومن الجهود المبذولة بدول عربية لحماية السلاحف البحرية والحفاظ على بيئاتها الطبيعية تنفيذ عدة برامج ومبادرات منها:

حماية السلاحف البحرية في السعودية

- البحث واكتشاف مواقع لتعشيش السلاحف البحرية

- استضافة ندوات دولية لحماية السلاحف البحرية المهددة بالانقراض

حماية السلاحف البحرية في البحرين

- فرقة إنقاذ السلاحف بالبحرين تعمل على علاج السلاحف العالقة وإعادتها للبحر.

- الانضمام لاتفاقية (CMS) والالتزام بحماية السلاحف البحرية.  

مشاريع حماية السلاحف البحرية في الكويت

- إطلاق مشروع الكويت لحماية السلاحف.

- الانضمام لمذكرة التفاهم IOSEA لحماية سلاحف البحر وبيئاتها.

خاتمة

السلاحف الخضراء جزء أساسي من النظم البيئية بالمحيطات وسميت كذلك بسبب لون دهونها وانسجتها. التهديدات التي تواجهها تتطلب تضافر الجهود على جميع المستويات لضمان بقائها للأجيال القادمة. حماية هذه المخلوقات الرائعة مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمنظمات، تتطلب وعيًا والتزامًا من الجميع.

مقالات ذات صلة

معلومات عن السلاحف البحرية

السلاحف منقار الصقر

المصادر العلمية

Spotila, J. R. Sea Turtles: A Complete Guide to Their Biology, Behavior, and Conservation. Johns Hopkins University Press

Lutz, P. L., Musick, J. A., & Wyneken, J. The Biology of Sea Turtles, Volume II. CRC Press

IUCN Red List of Threatened Species - Chelonia mydas

Sea Turtle Conservancy

World Wildlife Fund (WWF)

National Oceanic and Atmospheric Administration (NOAA) Fisheries



جديد المقالات