نواصل معا سلسلة الأمراض التي تصيب السلاحف، واليوم نستعرض مرض السالمونيلا salmonella. والمشكلة الخطيرة في هذا المرض أنه لا يصيب السلاحف فحسب، بل يعدي الإنسان ويؤثر عليه ولا يؤثر علي صحة السلاحف. يجب أن نعلم جيدا أن السلاحف بمختلف أنواعها (برمائية - شبه مائية أو مائية بالكامل أو برية) مثلها مثل باقي الحيوانات، ممكن أن تحمل بكتيريا السالمونيلا وغيرها من الجراثيم في داخلها وتتعايش معها بدون حدوث مشاكل للسلحفاة. غالبا ما يتم اعتبار السلاحف أنها مسبب أساسي لعدوي السالمونيلا البكتيرية التي تصيب الأطفال أو كبار السن او الأشخاص ضعاف المناعة.
السالمونيلا هي مرض بكتيري. تعيش بكتيريا السالمونيلا بلا مشاكل في داخل الجهاز الهضمي عند معظم الحيوانات والتي منها السلاحف بالطبع. حيث تعيش السالمونيلا في داخل أمعاء السلاحف دون أن تسبب لها أي مشاكل، ويمكن بكل سهولة أن تنتقل للبشر، ولكن يحدث ذلك في حالة عدم أخذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع السلاحف أو أي متعلقات تخص السلاحف. وبعد أن يُصاب الشخص بعدوي السالمونيلا سيكون لها أثار قوية على جهازه الهضمي.
لا ينصح أن نذهب إلي البيطري ليفحص السلحفاة لمعرفة هلي يوجد بداخلها سالمونيلا أم لا. معظم الجهات المسئولة وجدت أنه ليس ضروري عمل هذا الإجراء، حيث أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (C D C) لا توصي بعلاج الزواحف من بكتيريا السالمونيلا. لأن الزواحف تتعايش بشكل طبيعي جدا مع السالمونيلا ولا تسبب لها أي مشاكل. والمطلوب فقط، هو أن من يتواجد في منزل ومعه زواحف عليه أن يعرف كيف يحمي نفسه من العدوي.
أولا: الأطعمة والمشروبات الملوثة
السبب الرئيسي الذي عن طريقه يصاب الإنسان بمرض السالمونيلا، هو تناول طعام أو شراب ملوث ببكتيريا السالمونيلا.
ثانيا: الإصابة بالعدوي عن طريق الحيوانات
- يصاب الإنسان بمرض السالمونيلا عن طريق التعامل مع أو ملامسة الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط، وأيضا السلاحف البرية أو البرمائية أو أي شيء يخص السلاحف بدون أن يأخذ في الاعتبار عمل الاحتياطات وارتداء القفازات.
- فضلات السلحفاة المصابة بالمرض تلوث البيئة التي تعيش بها السلاحف ببكتريا السالمونيلا. وبالتالي يصاب الإنسان بهذا المرض نتيجة اللمس، حيث تكون السلحفاة ملوثة أو عن طريق ماء الحوض الملوث ببكتريا السالمونيلا أو عن طريق فضلات السلحفاة المريضة وذلك في حالة عدم ارتداء قفازات.
عندما تصل بكتيريا السالمونيلا لداخل الجهاز الهضمي في الإنسان، فإنه يصاب بالمرض وفي الغالب يكون الأطفال وكبار السن هم الأكثر تأثرا بالمرض عند إصابتهم نظرا لضعف الجهاز المناعي عندهم. خلال 72 ساعة بعد الإصابة بالعدوي تظهر أعراض المرض علي الإنسان المصاب.
عند إصابة الأشخاص ذوي المناعة القوية بعدوي السالمونيلا، فيمكن أن تتغلب اجسامهم على هذه العدوي وتشفي بدون علاج في خلال أسبوع. ويجب أن يتناول المرضي السوائل بكثرة حتي لا يصابوا بالجفاف. لكن الأعراض قد تستمر معهم لمدة 10 أيام، وإذا استمرت أكثر من ذلك فيجب الذهاب إلي طبيب باطني. ومن الأفضل استشارة طبيب من بداية الأمر وعدم الانتظار عما تسفر عنه الأحداث.
عند إصابة الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، والأطفال وكبار السن بعدوي السالمونيلا فيجب الذهاب إلي طبيب باطني فورا لعلاجهم بسرعة قبل أن يتفاقم المرض. ونظرا إلي ضعف جدار الأمعاء لديهم فإن ذلك قد يجعل بكتيريا السالمونيلا تخترقه بسهولة وتصل إلي مجري الدم، وهنا يكون الخطر لأنه قد يحدث تسمم في دم المريض.
في حالة وجود سلحفاة في البيت، وكانت الأسرة بهذا البيت تنتظر ميلاد طفل جديد، فيجب التخلص من أي زواحف ومنها السلاحف من هذا المنزل قبل وصول الرضيع إلي الدنيا. ممكن أن نضع السلحفاة عند أحد الأقارب مثلا أو إعطائها إلي محل زواحف أو عمل مكان مخصص لها بعيدا في حديقة المنزل. ولا يتعامل معها غير شخص واحد قادر علي أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتقال العدوي للباقين داخل المنزل.
- في حالة اصابة شخص بمرض السالمونيلا، فيجب عليه ألا يقوم بملامسة أو تحضير أي أطعمة أو أي مشروبات لأشخاص أخرين لمنع انتقال العدوي لهم.
- تشير (مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها) إلى أن عدوى بكتيريا السالمونيلا التي تصيب البشر عن طريق الزواحف قد تشكل حوالي 5 ٪ فقط من إجمالي الإصابات، أما النسبة المتبقية والغالبة تكون حوالي 95 ٪ والإصابة تحدث عن طريق اللحوم والبيض والدواجن الملوثة ببكتيريا السالمونيلا.
ليس الهدف بعد قراءة هذا المقال أو مشاهدة الفيديو الموجود في الأعلي هو أن نمتنع عن تربية السلاحف. ولكن المقصود هو أن نكون حريصين وحذرين، ونعرف كيف نحمي أنفسنا لأن ذلك يقي المربي ومن حوله من الإصابة بمرض السالمونيلا.
مقالات ذات صلة
تنظيف السلاحف البرمائية بطريقة صحيحة
تنظيف السلحفاة البرية بطريقة صحيحة