السلحفاة البرية صدفتها لينة! غالبا ما يحدث ذلك مع السلاحف شبه المائية (البرمائية) ولكنه يحدث أيضًا في بعض الأحيان مع السلاحف البرية، فلماذا؟ السلاحف البرية التي تعاني أصدافها من الليونة أو الطراوة لا تحصل على كمية كافية من الأشعة فوق البنفسجية وتعاني من نقص الكالسيوم، فكلا العاملين يمكن أن يساهما في هذه المشكلة. للأسف العديد من ملاك السلاحف يتجاهل أن تحصل سلاحفهم على كميات كافية من الكالسيوم أو وقت تشميس كافٍ. ونجد السؤال الشائع، لماذا صدفة سلحفاتي لينة؟
عندما تعاني السلحفاة من نقص الكالسيوم، فماذا يحدث في جسم السلحفاة لتعويض هذا النقص؟ الجسم سوف يأخذ الكالسيوم الذي يحتاجه من عظام وصدفة السلحفاة ليتمكن من أداء وظائفه بشكل صحيح.
طالما أن مستويات الكالسيوم منخفضة لدي السلحفاة فهي تفتقر إلى العناصر الغذائية والمعادن في نظامها الغذائي.
يندرج مرض لين الصدفة تحت مسمي مرض العظام الأيضي (MBD)، الناتج عن سوء التغذية أو الإضاءة غير الكافية. ويحدث ذلك مع كل السلاحف سواء كانت سلحفاة برية أو سلحفاة مائية. ويؤدي ذلك إلى أن تصبح عظام السلاحف ضعيفة وأصدافهم لينة وحدوث مشاكل في المنقار، وتصبح السلحفاة غير قادرة على النمو بشكل صحيح.
خطأ فادح يقع فيه العديد من أصحاب السلاحف، وهو إبقاء سلاحفهم داخل المنزل وعدم تعرضها لأشعة الشمس. طبيعي أن تصبح أصداف السلاحف لينة أو طرية إذا لم تحصل على المستويات الصحيحة من الأشعة فوق البنفسجية.
قد يكون من الصعب محاكاة الأشعة البنفسجية الطبيعية من ضوء الشمس في المنزل. ومع ذلك يجب بذل جهد لتوفير مصباح أشعة بنفسجية من النوع UVB في بيت السلحفاة وخاصة إذا كانت الشمس غير متاحة. ولكن في حالة توفر الشمس فمنح فرصة للسلحفاة لقضاء بعض الوقت في ضوء الشمس سيحدث فرقًا كبيرًا بالنسبة لها. وكل شيء عن إضاءة وتدفئة السلاحف البرية مذكور بالتفصيل في الرابط التالي،
الإضاءة والتدفئة اللازمة للسلحفاة البرية
الظروف البيئية الطبيعية مازالت هي الظروف المثالية لتربية السلحفاة، لذلك ليس من المستغرب أن تستجيب السلاحف لهذه الظروف بشكل أفضل من استجابتها لظروف بيئية صناعية في المنزل. تختلف أنواع السلاحف إلى حد ما في استجاباتها للظروف البيئية، ولهذا السبب من المهم مراقبة صحة وسلوك سلحفاتك في جميع الظروف.
السلاحف الصغيرة التي يتم تربيتها في ظروف بيئية غير مناسبة معرضة للخطر، فهذه الأمور التي تمر بها في وقت مبكر من نموها يمكن أن يكون لها تأثير سلبي كبير عليها في المستقبل.
من المهم تحديد المشاكل المتعلقة بالأصداف الطرية أو اللينة. يجب أن يتعلم ملاك السلاحف العلامات الدالة على لين الصدفة. يجب زيارة طبيب بيطري عند الشك أن هناك شيء غريب يحدث في صدفة السلحفاة.
تقديم عظم الحبار الصغير للسلحفاة (cuttlefish bone) يمكن أن يساعد في منع تطور مشاكل الأصداف الطرية. إذا لاحظ أصحاب السلاحف مشكلة لين الصدفة في وقت مبكر وبدأوا في إعطاء السلاحف المكملات الغذائية في الوقت المناسب، وتحسين الظروف المعيشية فبذلك يكونوا قادرين على منع ضرر دائم. على المربي البحث عن خضروات تحتوي على الكالسيوم بكمية كبيرة، بجانب عظم الحبار مع تجنب النباتات الممنوع تقديمها للسلاحف.
يتم التغلب على هذه المشكلة بطريقتين:
1) اختيار أنظمة غذائية بها النسبة بين الكالسيوم والفسفور جيدة أي أن نسبة الكالسيوم تكون أكبر من الفسفور.
2) استخدام مكملات الكالسيوم بدقة وعناية.
ويوصى بالجمع بين الطريقتين. تتمثل إحدى مشكلات اختيار النظام الغذائي في أن العديد من النباتات التي بها نسبة جيدة من الكالسيوم إلى الفوسفور، تحتوي أيضًا على مواد كيميائية تمنع امتصاص الكالسيوم. الخردل واللفت والملفوف والسبانخ والسلق والكرنب، تندرج ضمن هذه الفئة.
أحد أهم الأمثلة المعروفة كعامل مضاد للكالسيوم هو حمض الأوكساليك وهناك أيضًا حمض الفيتيك، الموجود بتركيزات عالية في البازلاء والفاصوليا والبقوليات.
لذلك ضروري التأكد من أطعمة السلاحف. ليس فقط من حيث محتوى الكالسيوم الإجمالي ونسبة الكالسيوم إلى الفوسفور، ولكن أيضًا لاستبعاد النباتات التي تحتوي على مستويات عالية من العوامل المضادة للكالسيوم. وعمليا، من الصعب تحقيق ذلك على مدار العام. وننصح بتصفح المقالات التالية،
خضروات ونباتات يفضل الإقلال منها في أكل السلاحف
نباتات وخضروات ممنوع أن تأكلها السلاحف
- لا ينصح باستخدام مكملات الكالسيوم التي تحتوي على فوسفور. نظرًا لأن العديد من أطعمة السلاحف تحتوي بالفعل علي نسب من الفوسفور، فإن تناول مكملات بها فوسفور إضافي ليس ضروريًا ولا يوصى به.
- يفضل التأكد من أن مستحضرات الكالسيوم التجارية لا تحتوي على معادن ثقيلة.
- قد يشكل تناول هذه المكملات بشكل مزمن خطرًا نحن في غني عنه.
- الإفراط في تناول الكالسيوم قد يؤدي إلى حدوث تداخل مع امتصاص العناصر الغذائية الأخرى مثل الزنك والحديد.
- في حالة استعمال مكملات غذائية تحتوي على الكالسيوم وفيتامين (د). فإن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى مشكلة فرط فيتامين (د) في الجسم.
- توجد دراسات تثبت أن زيادة تناول الكالسيوم لا يزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى. وعلى العكس فإن نقص الكالسيوم قد يعمل علي زيادة الأوكسالات مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى بالإضافة إلى التسبب بمشاكل في نمو العظام.
يمكن تقديم الكالسيوم للسلاحف بأشكال متنوعة، بعضها سهل في الامتصاص وأكثر كفاءة من غيرها.
كربونات الكالسيوم هي المستحضر الأكثر شيوعًا. وبعض المكملات الأخرى تشمل فوسفات ثلاثي الكالسيوم وفوسفات ثنائي الكالسيوم وعظام الحبار وسترات الكالسيوم وقشرة المحار ولاكتات الكالسيوم وجلوكونات الكالسيوم.
تحتوي كربونات الكالسيوم على أعلى تركيز من الكالسيوم من حيث الوزن (يقدر بـ 40%)، في حين أن سترات الكالسيوم تحتوي على 21% من الكالسيوم وفوسفات الكالسيوم تحتوي على 8% من الكالسيوم من حيث الوزن.
على الرغم من أن كربونات الكالسيوم تحتوي على أعلى تركيز من الكالسيوم بالوزن، إلا أن هذا الشكل من الكالسيوم غير قابل للذوبان نسبيًا، خاصة في الوسط المتعادل. في المقابل سترات الكالسيوم، على الرغم من أنها تحتوي على حوالي نصف كمية الكالسيوم بالوزن إلا أنها أكثر قابلية للذوبان.
كقاعدة، كربونات الكالسيوم هي المصدر المفضل والآمن والفعال للاستخدام كمصدر مكمل للكالسيوم.
يتوفر مسحوق الحجر الجيري بتكلفة منخفضة عند تجار الأعلاف الزراعية، ويتكون الحجر الجيري بشكل اساسي من كربونات الكالسيوم.
عظم الحبار وسيلة لتوفير الكالسيوم للسلاحف البرية وأيضا السلاحف شبه المائية (البرمائية)، لأنها تطفو بسهولة فوق سطح الماء. المكونات الكيميائية الرئيسية لعظم الحبار هي كربونات الكالسيوم وكلوريد الصوديوم وفوسفات الكالسيوم وأملاح المغنيسيوم وعناصر اخري. بالرغم من محتواه العالي من الكالسيوم، إلا أن عظم الحبار لا يتم امتصاصه بشكل جيد نسبيًا، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليه كمصدر وحيد كمكمل كالسيوم للسلاحف. ولكن، يمكن استخدامه كمصدر للكالسيوم من حين لأخر.
في حالة عدم توفر مكملات كالسيوم تجارية فيمكن كحالة استثنائية طحن أقراص الكالسيوم الخاصة بالبشر. حيث يتم سحقها إلى بودر ناعم ورشها على طعام السلاحف. مع ملاحظة أن بعض أنواع أقراص الكالسيوم الخاصة بالبشر تحتوي علي فيتامين ( د ) ولكن علي هيئة D2 وليس D3 الذي تحتاجه السلاحف.
البعض يستغل قشر بيض الدواجن ويطحنه جيدًا ويصفيه ويستعمله كمكمل للكالسيوم، وهي بالفعل تحتوي على مقدار مفيد من الكالسيوم يساعد في الوقاية من هشاشة العظام ولكن توجد مشاكل قد تنتج عن قشر البيض!
مشاكل استعمال قشر البيض كمكمل للكالسيوم
الدراسات أظهرت أن قشر البيض قد يحتوي على آثار أو بقايا هرمونية (قد يؤدي إلى تأثيرات على صحة السلاحف). وأن أي أجزاء متبقية من غشاء البيض يمكن أن تحتوي أيضًا على ملوثات، بالإضافة إلى أنها تمثل مستودع للتلوث بميكروب السالمونيلا.
شروط استخدام قشر البيض كمكمل للكالسيوم
يتم استخلاص مكملات الكالسيوم المشتقة من قشر بيض الدواجن والمخصصة للاستخدام البشري وتنقيتها في ظل ظروف معملية صارمة، ويتم الحصول علي البيض من الدواجن الخاضعة لأنظمة غذائية وعلاجية يتم التحكم فيها بعناية.
لا ينصح باستخدام قشر البيض المنتج في المنازل أو البيض المباع في المتاجر، بسبب عدم مراقبة جودة العلف واحتمال التلوث بالمخلفات وصعوبة إزالة جميع آثار الأغشية من علي البيض قبل الطحن.
إصابة السلاحف بمرض لين الصدفة مشكلة يواجها مالكي السلاحف، خاصة بالنسبة للسلاحف الصغيرة جدًا. وعندما تكون السلحفاة صغيرة جدًا، فستكون صدفتها لينة وستتصلب بشكل طبيعي كلما كبرت وحصلت على إضاءة وأشعة فوق بنفسجية كافية وتغذية صحية.
هل لين الصدفة مرض قاتل للسلاحف؟
- إذا كانت صدفة السلحفاة طرية أو لينة بشكل ملحوظ، فهناك خطورة على هيكلها العظمي الملتحم مع الصدفة.
- لين الصدفة أمر شائع عندما تكون السلحفاة صغيرة ويطلق عليه (متلازمة الصدفة اللينة) وهو مرض قاتل للسلاحف في حالة إهماله وعدم معالجته.
- عدم التنوع في طعام السلاحف
- عدم حصول السلاحف على مقدار كافٍ من الأشعة فوق البنفسجية
- تقديم أطعمة لا تناسب نوع أو عمر السلاحف
- افتقاد طعام السلاحف إلى عنصر الكالسيوم
- المواظبة على تقديم أطعمة غنية بالفسفور للسلاحف
- الإهمال في علاج أصداف السلاحف من الطفيليات والفطريات
- المواظبة على تقديم أطعمة بها نسبة مرتفعة من الأوكسالات فذلك يمنع امتصاص السلاحف للكالسيوم.
عند استعراض مشكلة أصداف السلاحف اللينة أو الطرية، فمن الضروري معرفة أهمية حصول السلاحف على التغذية الكافية والمتنوعة والمتوازنة والمناسبة لنوعها وعمرها.
ويجب أيضًا تربية السلحفاة في ظروف بيئية مثالية من إضاءة وتدفئة ورطوبة. السلاحف ذوات دم بارد وتحتاج للاهتمام بموضوع الإضاءة والأشعة فوق البنفسجية ودرجة الحرارة ونسبة الرطوبة ومراقبتها بشكل صحيح.
يمكن أن يكون نقص فيتامين د3 (vitamin D3) الناتج من عدم تعرض السلاحف لأشعة الشمس سببًا للصدفة الطرية، لأن فيتامين ( د ) يعمل علي تحفيز امتصاص الكالسيوم من أمعاء السلحفاة وكذلك التحكم في استخدامه وتخزينه في الجسم.
وعند حرمان السلاحف من أشعة الشمس مع عدم وضع مصباح يشع أشعة فوق بنفسجية من النوع (UVB) فوق بيئة السلاحف، فذلك سبب لمشاكل العظام والصدفة والمنقار نتيجة عدم القدرة علي تصنيع فيتامين ( د ) بكمية كافية.
الخلاصة عند تقديم الكالسيوم الذي تحتاجه السلاحف البرية والسلاحف المائية في مراحل النمو أو للإناث التي تحمل البيض:
- يجب تقديم أطعمة متنوعة طازجة بها نسبة جيدة بين الكالسيوم والفسفور
- عند استخدام مكملات الكالسيوم فتأكد من خلوها من الفسفور.
- لا تعتمد على أطعمة غنية بالأوكسالات أو حمض الفيتيك أو غيرها من المركبات المثبطة للكالسيوم.
- يجب حصول السلاحف على مستويات كافية من الأشعة فوق البنفسجية.
مقالات ذات صلة
أسباب وعلاج مرض لين أو طراوة الصدفة
كل شيء عن منقار السلحفاة البرية