هل يمكن أن تشرب السلاحف عن طريق الأنف

اكتشف هل يمكن أن تشرب السلاحف عن طريق الأنف، مع شرح تشريح ووظيفة أنف السلحفاة وتكيفاتها التنفسية للحياة المائية والبرية في مقال علمي شامل ومبسط.

هل تشرب السلحفاة عن طريق أنفها؟ سؤال يطرحه الكثير من مربي السلاحف المائية والبرية. أنف السلحفاة عبارة عن بنية رائعة متكيفة مع نمط حياة السلاحف سواء كانت سلاحف مائية أو برية، حيث تلعب دورًا أساسيًا في التنفس، الشم، وأحيانًا المساعدة في تنظيم الرطوبة. في هذا المقال نستعرض تشريح ووظيفة الأنف عند السلاحف بالتفصيل، مع تسليط الضوء على تكيفات السلاحف التنفسية للحياة المائية والبرية لفهم حقيقة هذا العضو الحيوي، قبل الإجابة على السؤال: هل تشرب السلحفاة عن طريق الأنف فعلًا أم أن وظيفته محصورة في التنفس والشم فقط؟

تشريح ووظيفة أنف السلحفاة 

الفتحات الأنفية

Nasal Openings  

تحتوي مقدمة وجه السلاحف على فتحتين خارجيتين، تقعان بالجزء العلوي أو الأمامي من خطمها. هاتان الفتحتان هما نقاط دخول الهواء للرئتين.  

الممرات الأنفية

nasal passages 

توجد داخل فتحتي الأنف، ويمر الهواء من خلالهما. هذه الممرات مبطنة بأغشية مخاطية وأهداب صغيرة تشبه الشعر تساعد في تنقية الهواء من الغبار والحطام والكائنات الدقيقة. كما يعمل المخاط على ترطيب الهواء قبل وصوله للرئتين.

المستقبلات الشمّية

olfactory receptors 

تحتوي الممرات الأنفية على مستقبلات شمية لزوم حاسة الشم عند السلاحف. تعتمد السلاحف على حاسة الشم للعثور على الطعام وتحديد جنس السلاحف واكتشاف المفترسات.  

الجيوب الأنفية Sinuses 

تمتلك السلاحف تجاويف جيوب أنفية داخل جمجمتها متصلة بالممرات الأنفية. تساعد الجيوب الأنفية في تصفية الهواء وهي جزء من الجهاز التنفسي العلوي الذي يشمل الممرات الأنفية والقصبة الهوائية والرئتين. تعمل مجموعة الجهاز التنفسي معًا لضمان قدرة السلاحف على التنفس بشكل فعال سواء في الماء أو على الأرض.

الارتباط بالفم 

تتصل الممرات الأنفية بالفم من خلال فتحتين داخليتين internal nares. يسمح هذا الاتصال للسلاحف بالتنفس من خلال أنفها بينما يكون فمها مغلقًا. في بعض الأنواع، مثل السلاحف البحرية يتكيف هيكل الأنف والاتصال بالفم لمنع دخول الماء للجهاز التنفسي أثناء الغوص تحت الماء.

تكيفات السلاحف التنفسية للحياة المائية والبرية

بالنسبة للسلاحف المائية: 

وضع المنخرين: في السلاحف البحرية وسلاحف المياه العذبة (شبه المائية)، يكون وضع المنخرين عادةً بالقرب من أعلى الخطم. مما يسمح للسلحفاة بالتنفس بسهولة على سطح الماء بينما جسمها مغمور. وهذا مفيد لتقليل التعرض للحيوانات المفترسة أو التخفي أثناء الراحة والبحث عن الطعام.

مقاومة الماء من دخول الرئتين: الممرات الأنفية للسلاحف المائية تكيفت لمنع الماء من دخول نظامها التنفسي أثناء غمرها. بعض الأنواع لديها صمامات في المنخرين يمكنها اغلاقهم لمنع دخول الماء.

الحساسية الشمية: تتمتع السلاحف المائية بحاسة شم قوية تسمح لها باكتشاف الروائح الكيميائية في الماء، مما يساعدها في العثور على الطعام والتنقل في بيئتها.

بالنسبة للسلاحف البرية: 

وضع المنخرين: في السلاحف الأرضية، تكون المنخرين عادةً أقرب نحو مقدمة الخطم. يساعد هذا الوضع السلاحف على اكتشاف الروائح في محيطها، للعثور على الطعام وتحديد مكان الشريك وتجنب المفترسات.

حاسة الشم محسنة: تعتمد السلاحف الأرضية بشكل كبير على حاسة الشم لتحديد النباتات الصالحة للأكل والتعرف على السلاحف الأخرى

وتجد ذكور السلاحف الأنثى في موسم التزاوج عن طريق شم هرمونات (الفرمونات).

التكاثر وإمكانية التزاوج بين أنواع سلاحف البرك

تكاثر السلاحف البرية

وتساعد حاسة الشم السلاحف على التنقل في بيئتها. يدعم هيكل ممراتها الأنفية هذه القدرة الشمية المحسنة.

هل يمكن أن تدخل المياه أنف السلحفاة المائية؟

هل يمكن أن يدخل الماء أنف السلحفاة؟ نعم، يمكن للماء أن يدخل أنف السلحفاة، لكن السلاحف تكيفت للتحكم وإدارة هذا الأمر. فقد طورت السلاحف المائية، طرق لمنع الماء من الدخول إلى رئتيها عندما تكون تحت الماء. حيث يمكنها إغلاق فتحات أنفها من الداخل وحبس أنفاسها لفترات طويلة. وعندما تطفو على سطح الماء، تفتح فتحات أنفها لتتنفس الهواء.

عندما يدخل بعض الماء أنف السلاحف، فيمكنها إخراج أي مياه موجودة بالأنف عن طريق الزفير بقوة. تتكيف السلاحف جيدًا مع بيئاتها المائية، لذلك فإن نظامها التنفسي مصمم لتقليل أي مخاطر مرتبطة بدخول مياه إلى الممرات الأنفية.

هل تستطيع السلاحف المائية شرب الماء من أنفها؟

هل السلحفاة يمكن أن تشرب المياه من الأنف؟ الإجابة قطعا هي أن السلاحف لا تشرب الماء من خلال أنوفها. السلحفاة تشرب الماء من خلال الفم ولكن يمكن للماء أن يدخل في أنوفها، ولكن الممرات الأنفية من نهايتها تمنع عبور المياه. الممرات الأنفية تشارك بشكل أساسي في عملية التنفس ودخول الهواء للرئتين وليس في عملية الشرب ودخول الماء للجهاز الهضمي.

هل يمكن أن يدخل الماء أنف السلحفاة البرية وهي تشرب؟

نعم، يمكن للماء أن يدخل أنف السلحفاة البرية إذا كان أنفها مغمور في المياه أثناء الشرب. ومع ذلك تتمتع السلاحف البرية بالقدرة على إغلاق فتحات أنفها إلى حد ما، مما يساعد على منع دخول الماء إلى الرئتين.

السلاحف البرية تعيش على اليابس بوجه عام ولا تستطيع الحياة في المياه. وقلما يحدث دخول الماء إلى أنوفها، فهي لا تتعرض للغمر بالمياه مثل السلاحف المائية. إذا حدث ودخلت بعض الماء أنف السلحفاة البرية، فيمكنها طرده عن طريق الزفير أو العطس. ولا ينبغي أن نجعل السلحفاة البرية مغمورة بالماء، لأنها غير مكيفة للتعامل مع البيئات المائية وسوف تغرق.

هل السلاحف لديها جيوب أنفية؟

نعم، السلاحف لديها جيوب أنفية sinuses. تجاويف الجيوب الأنفية في السلاحف، هي فراغات مملوءة بالهواء داخل عظام الجمجمة. هذه الجيوب الأنفية هي جزء من الجهاز التنفسي وتساعد في تصفية وترطيب الهواء الذي تتنفسه السلحفاة.

هل تعاني السلحفاة من مشاكل الجيوب الأنفية؟

الجيوب الأنفية مبطنة بأغشية مخاطية يمكن أن تلتهب. وبمرور الوقت، تصبح السلحفاة المريضة خاملة وتتوقف عن الأكل. وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي المرض إلى نخر في الجيوب الأنفية ويخلق عدوى مزمنة تُعرف باسم التهاب الجيوب الأنفية.

في السلاحف بالمنازل تكون التهابات الجهاز التنفسي شائعة، وغالبًا ما تشمل الجيوب الأنفية. قد تحدث هذه العدوى بسبب البكتيريا أو الفيروسات أو حتى عوامل بيئية مثل التهوية السيئة أو مستويات الرطوبة غير المناسبة.

هل تمتلك السلاحف غدد مخاطية؟  

نعم، تمتلك السلاحف غددًا مخاطية mucous glands ولكنها ليست بارزة كما هو الحال في بعض الحيوانات الأخرى. ترتبط الغدد المخاطية في السلاحف في المقام الأول بجهازها التنفسي والجهاز الهضمي، وتلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة هذه الأنظمة.

الغدد المخاطية المرتبطة بالجهاز التنفسي  

تمتلك السلاحف غددًا مخاطية في بطانة ممراتها الأنفية والجهاز التنفسي. هذه الغدد تنتج المخاط، الذي يساعد في حجز الغبار والكائنات الدقيقة وحماية الجهاز التنفسي من العدوى والتهيج. يساعد المخاط أيضًا في الحفاظ على رطوبة الممرات التنفسية، وهو أمر مهم لتبادل الغازات.

الغدد المخاطية المرتبطة بالجهاز الهضمي  

في الجهاز الهضمي، توجد الغدد المخاطية في بطانة المريء والمعدة. يعمل المخاط الذي تنتجه هذه الغدد على تزييت الطعام أثناء مروره عبر الجهاز الهضمي، ويحمي بطانة المعدة من العصارات الهضمية الحمضية.

هل جلد السلاحف به غدد مخاطية؟ 

على عكس البرمائيات، لا تحتوي السلاحف على غدد مخاطية واسعة النطاق في جلدها. بدلاً من ذلك، يكون جلدها مغطى بقشور وصدفة صلبة تحمي جسمها. ولكن في بعض أنواع السلاحف المائية، توجد خلايا مخاطية مرتبطة بجلدها وتساعد في الحفاظ على الترطيب أو تقليل الاحتكاك أثناء السباحة.

الغدد المخاطية بالرغم من أنها ليست كثيرة في السلاحف كما هو الحال في البرمائيات أو الثدييات، ولكنها حيوية لصحة الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي للسلاحف.

هل الغدد المخاطية والغدد العنقية عند السلاحف متماثلة؟

الغدد المخاطية والغدد العنقية (الرقبية) ليست متماثلة ولكل منها وظائف مختلفة.

الغدد المخاطية

mucous glands  

هي غدد متخصصة تنتج المخاط، وهو إفراز زلق يساعد في الحفاظ على رطوبة الأسطح. حيث تعمل على تليين وحماية الأسطح الداخلية المختلفة بالجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.

الغدد العنقية (الرقبية)

cervical glands  

توجد هذه الغدد في أنواع معينة من السلاحف. تنتج الغدد العنقية إفرازات ضارة أو كريهة الرائحة تعمل كآلية دفاع ضد المفترسات. تقع هذه الغدد في منطقة الرقبة ولا علاقة لها بإنتاج المخاط.

ملخص حول شرب السلاحف عن طريق الأنف

السلاحف لا تشرب الماء عن طريق الأنف كما يعتقد البعض، بل تستخدم أنفها في المقام الأول للتنفس والشم.

التنفس والشم عند السلاحف

لدى السلاحف المائية منخران يقعان بالقرب من أعلى خطمها يساعدانها على التنفس بكفاءة عند سطح الماء، كما أن الهياكل الأنفية الخاصة بها تمنع دخول الماء إلى الجهاز التنفسي. أما السلاحف البرية فيوجد منخران في مقدمة خطمها يعززان حاسة الشم لديها لاكتشاف الروائح المحيطة، وهو أمر ضروري لبقائها وتحديد الغذاء والمأوى. هذه التكيفات الأنفية تمكّن السلاحف من التكيف مع بيئاتها سواء كانت مائية أو برية. إضافة إلى ذلك، تمتلك السلاحف جيوبًا أنفية وغددًا مخاطية تلعب دورًا في الرطوبة والحماية، كما أن بعض السلاحف تمتلك غددًا عنقية خاصة للدفاع من خلال إفراز مواد غير محببة للعدو.

خاتمة

بعد استعراض تشريح ووظيفة أنف السلاحف وتكيفاتها التنفسية المدهشة، يتضح أن السلاحف لا تشرب الماء عن طريق الأنف، وإنما تعتمد على فمها في الشرب وعلى أنفها في التنفس والشم فقط.

أهمية الماء للسلحفاة البرية

أهمية الماء للسلاحف البرمائية

يساهم موقع المنخرين وهياكل الأنف الخاصة في تمكين السلاحف من العيش بمرونة سواء في البيئات المائية أو البرية، مع حماية جهازها التنفسي من دخول الماء أو الغبار.  

مقالات ذات صلة

مخاطر البيئات الضيقة على السلاحف البرية

خطورة الحوض الضيق على السلاحف المائية

السلاحف الخضراء

السلحفاة منقار الصقر

أسرار حياة السلاحف الأفريقية ذات العنق الجانبي

دورة حياة السلاحف الهندية ذات السقف

رحلة في عالم السلاحف الهندية

المصادر العلمية

Wyneken, J. (2001). The Anatomy of Sea Turtles

Kardong, K. V. (2018). Vertebrates: Comparative Anatomy, Function, Evolution 

McArthur, S., Wilkinson, R., & Meyer, J. (2004). Medicine and Surgery of Tortoises and Turtles

Anatomy and Physiology of Turtles: McArthur, S., Wilkinson, R., & Meyer, J. (2004). Medicine and Surgery of Tortoises and Turtles

Reptilian Mucous Glands: Maderson, P. F. A. (1986)

Comparative Anatomy: Kardong, K. V. (2018). Vertebrates: Comparative Anatomy, Function, Evolution