يشاهد البعض السلاحف المائية وعيونها مغرقة بالدموع ويتم تشبيه ما يروه بالبكاء. والسؤال الذي يفرض نفسه، هل السلاحف المائية تبكي؟ هل ما يحدث طبيعي؟ وما هي أسباب حدوث ذلك؟ إذا شاهدت السلحفاة المائية وعيونها دامعة بغزارة كأنه بكاء، فمن الطبيعي أن تسأل هل هذه أمور عادية أم أن هذا يشكل خطر على السلحفاة وما سبب ذلك؟ سوف نوضح في المقال التالي، هل ما يتم مشاهدته في عيون السلاحف المائية يمكن أن نطلق عليه بكاء وما هي الأسباب الفعلية التي تجعل السلاحف المائية تفرز الدموع، بالإضافة إلى بعض المقرحات وطرق للعلاج في بعض الحالات التي يمكن بها مساعدة السلحفاة للتغلب على مسببات إفراز الدموع.
لا، بكاء الإنسان غالبا يكون بسبب الحزن والهموم أو من الجروح والألم أو عند التأثر العاطفي أما إفراز الدموع عند السلاحف فلها أسباب أخري تختلف عن البشر.
عيون السلاحف المائية السليمة يجب أن تكون مشرقة ومنتبهة وصافية وخالية من الإفرازات الغير طبيعية ويجب أن تكون العيون مفتوحة جيدا ويتم مشاهدة الجفن الثالث بالكاد في زاويا العيون.
إذا أصيبت السلحفاة بجفاف في عيونها، فيمكن أن يؤدي هذا الجفاف إلى تلف بالعيون حيث أن وجود الرطوبة يعمل على حماية ووقاية العيون. الدموع غير الكافية تسبب العديد من المشاكل في العيون مثل، حدوث تآكل في القرنية وحدوث قرح في العين وإصابة عيون السلحفاة بعدوى وأيضا حدوث اضطرابات في الرؤية.
تعيش السلاحف البحرية في المياه شديدة الملوحة في المحيطات، حيث تشرب أيضا من هذه المياه المالحة من أجل الحصول على احتياجاتها من الماء ولكي تحافظ على رطوبة جسمها وتكيفت أجسام السلاحف البحرية جيدا مع هذه البيئات المالحة سواء في البحار أو في المحيطات. وكذلك تفعل بعض أنواع السلاحف البرمائية التي تكيفت مع المياه متوسطة الملوحة. والأن نوضح الأسباب التي من أجلها تلجأ السلحفاة إلى إفراز الدموع
تحتاج السلاحف المائية إلى التخلص من الملح الزائد الذي يتناولونه أثناء شرب الماء لأن تراكم الكثير من الملح بأجسامهم سام بالنسبة لهم. والسلاحف قادرة على التخلص من الملح الزائد في أجسامهم، ولكن نظرا لأن الكليتين عند السلاحف لا تستطيع امتصاص الملح الزائد وإفرازه مع البول، فقد حدث تطور في الغدد الموجودة في زاوية كل عين من عيون السلاحف وأصبحت هذه الغدد قادرة على افراز الدموع وعن طريق هذه الدموع يتم التخلص من الملح الزائد عند السلاحف والحفاظ على نسبة الملح في أجسامهم عند مستوي مناسب ولهذا السبب يُقال إن السلاحف تبكي.
تدمع عيون السلحفاة البحرية أثناء تواجدها على شط البحر لأنها تحاول أن تزيل الجسيمات العالقة في العيون، حيث أن مع افراز الدموع يتم التخلص من أي أشياء دخلت عيونها وبذلك تحمي السلاحف عيونها.
من الأسباب التي تجعل السلاحف البحرية تفرز دموع، هو أنها تحاول جاهدة إبقاء عيونها رطبة لمنع الإصابة بالالتهابات أو بجفاف العين
يرى بعض الناس إناث السلاحف وهي تبكي أثناء وضع البيض علي الشاطئ، ولهذا السبب يعتقدون أن وضع البيض يكون مؤلم لإناث السلاحف ولذلك فهي تبكي. ولكن هذا الظن ليس صحيح، لأن السلاحف تبكي من أجل إزالة الملح الزائد من أجسامها وتفعل ذلك في مختلف الأماكن والأوقات وتفرز الدموع على الشاطئ لتحمي عيونها من الأتربة والرياح المحملة بالغبار أثناء الفترة التي تحفر فيها العش حتى تنتهي من وضع البيض وتغطيته وإخفاءه وهذه العملية تستغرق بعض الوقت من السلحفاة.
لا تصدر السلاحف أصوات أثناء افراز الدموع وبالرغم من أن السلحفاة لا يوجد لديها أحبال صوتية ولكن يمكنها إصدار صوت وقد تَصدر هذه الأصوات عند بعض التفاعلات الاجتماعية. والبعض قد يسأل كيف تستطيع السلاحف أن تصدر أصوات بالرغم من عدم وجود أحبال صوتية تمكنها من ذلك. والإجابة هي إن السلحفاة تُصدر الأصوات أثناء عملية تفريغ الهواء من رئتيها.
بعض الناس أظهرت صور تم التقاطها لفراشات وهي تحاول أن تشرب من دموع السلاحف.
ولو صدقنا أن الفراشات تحاول أن تشرب من دموع عيون السلاحف، فالعلم يخبرنا عن السبب الذي يجعلها قد تفعل ذلك. الفراشات تحصل على العناصر الغذائية (مثل الأحماض الأمينية والأملاح) من المواد الرطبة في البيئة من حولها مثل التربة الرطبة أو البول أو الروث. وتحصل على عناصر غذائية أخري من مصادر الرحيق. ونظرًا لأن دموع السلاحف غنية بعنصر الصوديوم الذي هو أحد مكونات الملح المتواجد في الدموع، فإن الفراشات وأيضا بعض الحشرات الأخرى تسعي للحصول على هذا العنصر الهام الذي تفتقر إليه ولذلك علميا، قد تحاول أن تشرب الدموع الملحية من السلاحف.
بعض المربين رأوا السلاحف التي على وشك الموت، توجد دموع في عيونهم. ولا توجد أسباب واضحة على أن هذه الإفرازات الدمعية كانت بسبب حاجتهم إلى التخلص من الملح الزائد أو بسبب شيء عالق داخل عيونهم أو بسبب مرض في الجهاز التنفسي أو إذا كان ذلك مؤشر على أن السلحفاة تموت.
مقالات ذات صلة