اكتشف الفروق بين السلحفاة البحرية، والسلحفاة البرمائية (شبه المائية)، والسلحفاة البرية عن طريق البيئة والصدفة وتعامل السلحفاة في الماء وسلوكيات السبات والخمول. دليل مبسط للمهتمين بعالم السلاحف.
السلاحف من أقدم الكائنات الزاحفة على كوكب الأرض، وقد تطورت لتتكيف مع بيئات مختلفة بشكل مدهش. وعند الحديث عن الفروق بين السلحفاة البحرية، والسلحفاة البرمائية (شبه المائية)، والسلحفاة البرية، نجد أن لكل نوع منها خصائص فريدة تميزها من حيث البيئة التي تعيش فيها، شكل الصدفة، وطبيعة نشاطها خلال فصول السنة.
وجدير بالذكر أن مصطلح "السلحفاة البرمائية" قد يثير بعض الالتباس لدي البعض، فالمقصود به هو السلاحف شبه المائية التي تجمع بين العيش في الماء وعلى اليابسة.
في هذا المقال سنسلط الضوء على بعض عوامل التمييز الأساسية بين الأنواع الثلاثة، بدءًا من البيئات التي تحتضنها، مرورًا بخصائص أصدافها، ووصولًا إلى سلوكياتها مثل السبات الشتوي أو الخمول الصيفي، مما يساعد المهتمين على فهم هذه الكائنات الرائعة بشكل أعمق.
الفرق بين السلاحف المائية (مائية بالكامل أو شبه مائية) والسلاحف البرية يمكن معرفته بالتفصيل عن طريق:
تعتبر البيئة التي تعيش فيها السلاحف وسيلة مميزة جدا للتفريق بين السلاحف البحرية والسلاحف البرمائية والسلاحف البرية. حيث تكون السلاحف مائية بالكامل مثل السلحفاة البحرية، التي تقضي معظم حياتها في المياه وتغادره من أجل وضع البيض فقط. أو تكون سلاحف شبه مائية (سلحفاة برمائية) مثل السلحفاة ذات الأذن الحمراء، التي تعيش في المياه العذبة على طول ضفاف مصادر المياه في البيئات الرطبة مثل الأنهار والبحيرات والبرك والمستنقعات ولكنها تخرج وتتشمس وتستجم على اليابسة. ويوجد استثناءات مثل، السلاحف الصندوقية التي تعيش معظم حياتها على اليابسة، ولكن باستطاعتها السباحة في الماء. بينما تعيش السلحفاة البرية حياتها كلها على اليابس فقط، وهي غير مجهزة لكي تعيش في المياه. توجد السلاحف البرية في أغلب الأحيان في البيئات القاحلة، مثل الصحراء والمناطق العشبية وفي الغابات.
- كل أنواع السلاحف لها خصائص جسدية مشتركة، مثل المظهر العام المتشابه إلى حد ما من حيث الصدفة والهيكل العظمي. وبالرغم من ذلك، لديهم أصداف فريدة تساعد على التعرف على أنواع السلاحف.
- صدفة السلحفاة البرية تكون سميكة ومرتفعة وتشبه القبة، وحواف الصدفة ظاهرة جدا. معظم أصداف السلاحف البحرية أو البرمائية تبدو مسطحة بدون الكثير من القباب والأصداف تكون انسيابية، وأقل سماكة وعلى شكل بيضاوي وناعمة إلى حد ما. مما يساعد السلاحف المائية على التحرك والسباحة في الماء بسلاسة. ومع ذلك، فإن أصداف السلاحف الصندوقية box turtles وبعض أصداف سلاحف mud turtles تكون عالية القباب نوعا ما، والسلحفاة المفلطحة pancake tortoise صدفتها مسطحة وتستطيع أن تختبئ في الشقوق الضيقة بين الصخور.
- الصفائح التي على شكل نتوءات (قباب) Scutes، موجودة فوق صدفة السلحفاة. وعن طريق شكل هذه النتوءات يمكن التمييز بين السلاحف البرية والبحرية والبرمائية.
صورة صدفة سلحفاة برية علي اليمين وسلحفاة برمائية علي اليسار
السلاحف المائية تتقشر صدفتها بينما السلاحف البرية لا تتقشر صدفتها. تنقشع القشرة الخارجية على صدفة السلحفاة المائية وتسقط للسماح للصفائح الجديدة بالنمو تحتها. سوف يقضون وقتا تحت أشعة الشمس للتجفيف ثم المساعدة في التقشر عن طريق الاحتكاك مع الصخور والأشجار، للتخلص من القشرة الخارجية. لا يحدث تقشر في أصداف السلاحف البرية حيث تنمو الصدفة المكونة من الكرياتين باستمرار وبدلاً من الحاجة إلى التقشر، تنمو الصفائح على الصدفة حتى تصير سميكة وكبيرة مما يساعد صدفة السلحفاة لتصبح أقوى لتوفير المزيد من الحماية في مواجهة الحيوانات المفترسة. ومن الطبيعي أن تسمح البيئة الرطبة حول السلاحف المائية بنمو أشياء على الصدفة مثل الفطريات والطحالب، وتقشر الصدفة يساعد على إزالة تلك الأشياء من عليها. بما أن السلاحف البرية تعيش في بيئة جافة، فبالتالي يصعب تواجد فطريات أو طحالب على أصدافهم، مما يجعل تقشر الصدفة للسلاحف البرية أمر لا جدوى منه.
السلحفاة البحرية والبرمائية:
يستطيعوا أن يحصلوا على نسب ضئيلة من الأكسجين وهم تحت سطح الماء، عن طريق امتصاص كميات صغيرة من الأكسجين المذاب إلى حد ما في الماء من حولهم بواسطة أوعية دموية موجود في المناطق الخلفية عند السلاحف.
السلاحف البرية:
لا تتنفس تحت الماء وتختنق إذا لم تستطيع رفع رأسها فوق الماء.
هل يمكن أن تشرب السلاحف عن طريق الأنف
السلاحف البحرية:
تمارس السكون تحت مياه البحر في البرد القارس. وفي الجو شديد الحرارة تتشمس لبعض الوقت حتى تحصل على احتياجاتها من التدفئة والأشعة المفيدة.
السلاحف البرمائية:
تسكن وتخمل وتقل شهيتها في الأجواء الباردة، وفي الأجواء شديدة الحرارة تفضل البقاء في الماء لتفادي الحر.
السلاحف البرية:
تمارس البيات الشتوي تماما في بعض أنواعها وأنواع أخري تسكن وتخمل وتفتقد الشهية عند البرودة الشديدة. وفي الأجواء شديدة الحرارة فإنها تمارس الخمول الصيفي حتى عودة الحرارة لدرجات مناسبة. ونوضح في التالي ما هو أثر البرودة القارسة والحر الشديد علي مختلف أنواع السلاحف (بحرية – برمائية – برية)
كل أنواع السلاحف تتأثر ببرودة الجو. قد تختبأ السلاحف المائية في فترات البرد القارس في المناطق الموحلة وتدخل في حالة من الفتور والخمول (شبه سبات) وخلال هذه الفترة، تحد السلاحف من نشاطها. وتبقي على هذا الوضع حتى اعتدال الأجواء. بينما تدخل العديد من السلاحف البرية في بيات شتوي (سبات) في الأجواء الباردة.
- تمارس السلاحف البحرية السكون بشكل مختلف تحت الماء مما يوفر لها الدفء عن برودة الهواء القارس. تستطيع السلاحف البحرية بذلك أن تحافظ على درجة حرارة أجسامهم مستقرة خلال أشهر الشتاء الباردة. هذه هي الوسيلة التي عن طريقها تستطيع السلاحف أن تظل على قيد الحياة حيث أنها غير قادرة على الحفاظ على درجة حرارتها نظرًا لأنها من ذوات الدم البارد.
- المشكلة التي تواجه السلاحف أثناء فترة السكون تحت الماء هي أن السلاحف تتنفس الهواء وتحتاج على فترات متباعدة أن تصعد إلى سطح البحر لكي تحصل على الأكسجين. تتغلب السلاحف المائية على مشكلة نقص الأكسجين بطرق مختلفة، مثل التباطؤ الكبير في عملية التمثيل الغذائي وكذلك الوظائف الحيوية وبذلك تحتاج السلاحف إلى كمية أقل من الأكسجين.
- تدخل السلاحف شبه المائية (البرمائية) في حالة من السكون والخمول خلال فترة البرودة في الشتاء، ويقل نشاطها وتعود لنشاطها بعد اعتدال الحرارة. السلاحف مثل، Painted turtles, snapping turtles قادرة علي تقليل ما تحتاجه من أكسجين بشكل كبير جدا يكفي حتي تمر فترات الشتاء.
- كل من السلاحف المائية والسلاحف البرية معرضة لخطر التجمد والموت إذا تراكم الجليد فوق أجسامهم. وللتغلب على البرودة الشديدة، تبطئ السلاحف الوظائف الحيوية في أجسامها لدرجة كبيرة وتتوقف أنشطتها تقريبا.
هل ارتفاع الحرارة يؤثر على السلاحف؟
السلاحف البحرية، تستغل أوقات الحرارة المرتفعة للمحافظة على تنظيم حرارة جسمها وتتشمس على سطح الماء أو تحت السطح مباشرة. ولكن ارتفاع درجة حرارة المحيطات تسبب مشكلة عند أنواع السلاحف التي تهاجر، حيث تؤثر الحرارة على التيارات المائية ويحدث خلل في التوزيع وقد نجد أنواع سلاحف جنوبية تجد نفسها في مناطق شمالية خارج نطاقها الطبيعي.
السلاحف شبه المائية (البرمائية)، سوف تتجنب الحرارة المرتفعة وتبتعد عن مناطق التشمس المرتفعة عن الماء وتبقي في الماء حتى اعتدال الحرارة.
السلاحف البرية، في أيام الصيف شديدة الحرارة، يمكن أن تدخل في حالة سكون وخمول وتقلل أكبر قدر ممكن من وظائفهم الحيوية في أجسامهم. في البرية تبحث عن البقع الظليلة وقد تدفن نفسها بالتراب أو فضلات الأشجار والنباتات ويحدث لها ما يسمي خمول صيفي.
وأيضا يطلق عليه السبات الصيفي عند السلاحف البرية. وهو أن السلاحف تتعرض لإجهاد من شدة الحر، وتسكن لفترة حتى اعتدال الحرارة. وقد تخرج فقط لشرب بعض الماء إذا احتاجت، وبعد اعتدال الأجواء تعود لنشاطها.
خاتمة
بعد أن استعرضنا في هذا الجزء الأول بعض الفروق الأساسية بين السلاحف البحرية، والبرمائية (شبه المائية)، والبرية من حيث بيئتها، شكل صدفتها، وعاداتها الموسمية مثل السبات أو الخمول، وتعاملها داخل المياه، يتضح لنا أن كل نوع من هذه السلاحف تكيف بطريقة خاصة تضمن له البقاء في موطنه الطبيعي. فهم هذه الفروق لا يساعد فقط على توفير بيئة مناسبة للسلحفاة، بل يفتح الباب أيضًا للتعمق أكثر في عالم السلاحف الغني بالتفاصيل.
ترقبوا في الجزء الثاني المزيد من المعلومات عن الفروق بين أنواع السلاحف تشمل أنماط التغذية، سلوكيات التكاثر، شكل الأطراف وسرعة حركة ومتوسط أعمار السلاحف وغيرها من الفروق.
مقالات ذات صلة
كيف تعرف أن سلحفاتك في بيات شتوي
اوجه التشابه بين السلاحف البحرية والبرمائية والبرية
الفروق بين السلحفاة المائية والسلحفاة البرية، الجزء الثاني
ضرورة معرفة الفرق بين السلاحف البحرية والبرمائية والبرية
متي نميز الذكر والأنثى في السلاحف البرية
أهمية شرب الماء للسلحفاة البرية